مشهد واحد:
الجو كان رايق.. رومانسي.. مثالي .. هو و هي و زقزقة العصافير و هباب الوابور و الكبشة (اللي هتلعب دور كبير في المشهد الرومانتيكي الملتهب) .. يا دوب دخل برجله الفخ و هووب.. لفت هي المفتاح لفتين و رمته في خزنة الأسرار جنب قلبها على طول ، و بدأت المطاردة الإستعراضية الغنائية : بتبصلي كده ليه و المكر جوه عينيك (رمي بلا) ، كل العيون حواليك قاتلها سحر عينيك (جبر خواطر) ، حبيبي الاسمر .. باحبه الاسمر .. اسمر ..احمر ..اخضر (خيال علمي أو أثر حبوب أبو صليبة أو صراصير ) .. كل ده بيحصل بينما الغلبان المستهدف بيبكي و يترجاها ، أبوس إيدك يا حميدة ،إخزي الشيطان يا حميدة ، بينما أمها اللي واضح إنها جزء من المخطط الماسوني واقفة ورا الباب بتصوت كده و كده ، و لما سألها القبطان جنزوري اللي قال مصر لن تركع أبدا... والا باينه كان القبطان حنفي اللي كلمته ما بتنزلش الأرض أبدا..المهم حد منهم يعني سألها إيه الموضوع .. فقالتله ببراءة مطعمه بالمسكنة : خير ، بس هم يفتحوا و كل شيء يتدبر ، الكلمة كانت كفاية لأن الكل يقتحم المطبخ في اللحظة اللي كان فيها إسماعيل ياسين بيحاول يصطاد بالكبشة المفتاح اللي خبته زينات صدقي في أعمق الأعماق الدافئة (أول مشاهد السينما المصرية بخاصية ال 3 دي) ، و هكذا قرر الجميع أن تتزوج "عذراء الربيع" من "إنسان الغاب طويل الناب" حماية لشرف البنت اللي زي كارت الشحن ما بيتشحنش غير مرة واحدة ، بينما بقية المشاهدين انصرفوا عن متابعة القضية أو التفكير فيها من أساسه بمجرد دخول فستان هند رستم الجيلاتيني المتضامن مع كل "أشياءها" و شعر صدر أحمد رمزي الكاريزماتي المدمر للمكان ، أما أنا فمافهمتش .. إيه وجه الفضيحة في واحد و واحدة إتقفل عليهم باب مطبخ واحد لمدة 3 دقايق .. فهمتوا انتوا ؟
مشهد اتنين:
تماشيا مع المزاج العام للبلد اليومين دول و اللي بيردد حتى و هو نايم "إسلامية إسلامية" خلينا ناخد آلة الزمن و نرجع 1400 سنة و شوية للماضي ، لنتابع سيدة صغيرة السن صغيرة الحجم ، طالعة مع قافلة من القوافل في غزوة من الغزوات ، تتمشى السيدة شوية أول ما تتوقف القافلة للراحة و بعدين ترجع أول ما يبتدوا يشدوا الرحال ، لكن تفاجأ بإن عقدها اللي بتحبه وقع منها فترجع عشان تدور عليه تكون القافلة سابتها و مشيت من غير ما حد ياخد باله إن الهودج بتاعها فاضي ، ترجع ماتلاقيش حد فتقعد مكانها تستنى يمكن يحسوا إنها مش موجودة و يرجعوا يدوروا عليها ، بالمصادفة بيعدي واحد غريب لكنه بيتعرف على الست بالشبه ، و من نظرة واحدة يفهم الموضوع ، من غير ما يتكلم يسيبها تركب على جمله و يمشي قدامها لحد ما توصل لأهلها ، بترجع بيتها و بتعيش حياتها لكن بتحس إن الكل متغير من ناحيتها ،إيه السبب ما تعرفش ، حتى زوجها اللي كان دايما -رغم مكانته الكبيرة- طول عمره حنين معاها و عمره ما كان بيخجل إنه يعلن للجميع أد إيه هو بيحبها ، حست إنه متغير، ليه ، برضه مافهمتش ، فضل الموضوع ده مدة طويلة ، لحد ما اكتشفت إن أهلها شاكين فيها، و اللي يسوى و اللي ما يسواش بيجيب في سيرتها عشان خمنوا إن مادام كانت في الصحرا مع واحد لفترة من الزمن لوحدهم يبقى أكيد أكيد غلطت معاه ، قبل ما تقولوا إنهم طبعا عندهم حق أو و هي إيه اللي وداها هناك ، و نبتدي نسأل أسئلة متعلقة بنوع العباية اللي كانت لابساها بالظبط ، و هل كانت سوست والا مساعدين؟ ، خليني ألحق و أقولك إن دي كانت حادثة الإفك و السيدة كانت السيدة عائشة اللي برأها ربنا من فوق سبع سموات بقرآن يتلى لآخر الزمان ، النقطة اللي دايما بتبهرني في القصة دي إن السيدة عائشة ماشافتش إيه يعني المشكلة اللي حصلت عشان هي و الراجل اللي أنقذها كانوا متواجدين في مكان واحد في الصحرا لفترة من الزمن بعيد عن الناس ؟، ليه الناس إفترضت السيء بينما كان في إمكانهم إنهم يفترضوا الطبيعي و المنطقي إعتمادا علىها هي و عليه مش بس ع الموقف اللي كانوا فيه ؟
مشهد تلاتة :
أي مكان في أي حتة في أي ظرف و أي وقت ، أي بنت تلاقي نفسها في مكان لوحدها مع رجل ما ، شعور الترقب و الحذر ، الخوف و أحيانا الرعب ، جسمها كله اللي بتستنفر كل خلية من خلاياه لما يقترب منها أي رجل لمسافة متر أو أقل ، كام بنت اتعلمت من نعومة أظافرها تنط من رصيف لرصيف لو لقت واقف على الرصيف شاب أو شلة شباب ، كام مرة بنت ركبت ميكروباص و أخدت كرسيين قدام عشان تتقي شر أي حد راكب جنبها و تتقي برضه صابع السواق الصغير اللي من المتوقع إنه يخبط (ببراءة متناهية) في ركبتها كل مرة السواق بينقل فيها الفتيس (ثبت بالدليل العلمي إن الصابع الصغير لأي سواق مصري أطول بمعدل 9 سم من الصابع الصغير لأي سواق من أي جنسية تانية.. موسوعة جنس للأرقام القياسية) ، هتقولوا عادي ، ده المتوقع من اي بنت متربية و مؤدبة ، هاقولك و ليه أصلا بيزرعوا الشعور ده جوانا من نعومة أظافرنا لحد مانموت ؟ ، ، الإحساس بالهشاشة و القابلية للكسر ، و إن ألف إيد و إيد عايزة تتمد عشان تجرحك و تكسرك و تكرمشك و ترميكي في أي مكان ، مش باتكلم عن الحياء و الحشمة اللي بالتأكيد مطلوبين ، لكن باتكلم عن الشعور الدائم بإنك ضحية و كل اللي حواليكي ( لو اتيحت لهم الفرصة ) هيبقوا جناة ، هذا الفزع اللي ممكن يشل بنت و يمنعها من إنها تستغل قدراتها و الفرص اللي قدامها لأقصى حد ،كام واحدة تعرفوها اتحرمت تدرس في الكلية اللي حباها عشان التحاقها بيها هيستلزم سفر يومي أو إقامة في محافظة تانية ؟ ، كام واحدة قررت إنها ماتكملش كورس لتعليم أي حاجة لما لقت نفسها هي الوحيدة البنت اللي في المجموعة و الباقي كلهم رجال ؟ ، كام واحدة تخلت عن حلم إنها تشتغل في مجال من المجالات عشان قالولها هيبقى اختلاطك كله بالرجال ؟
أزيدكم من الشعر بيت ؟ ، مش جايز الشعور اللي بنزرعه جوه كل بنت إنها ضحية في انتظار حفرة تقع فيها برضه بيخلق جوه كل ولد إنه جاني في انتظار فرصة ، كون إنه يبقى سافل بأه هو ده الشيء الطبيعي ، بما إنه لما بيتحط مع بنت لوحدهم في مكان ما و ما يبستغلش الفرصة عشان يتصرف تصرف دنيء بيقابل بتصفيق و تهليل و ترحاب و كأن ده الشيء النادر بينما المتوقع منه إنه يكون حيوان ، الطبيعي إنك لما تركب جنب واحدة في أتوبيس إنك تتحرك لغاية لما تلزق فيها ، الطبيعي لو انت و هي واقفين في طبور إن إيدك تتمد (غصب عنك) و بعدين تبقى تعتذر لها ، الطبيعي إنك لما تبقى إنت و هي لوحدكم في الصحرا إنك تغتصبها مثلا ؟ !! .. هي دي تقريبا الرسايل اللي بيوصلهالنا المجتمع .
على الفيسبوك (ضمير شباب الشعب المصري) بيتناقلوا القصة دي في جروبات كتير .. كان فيه مرة بنت طالعة في رحلة مع جروب كبير ، لسبب ما الجروب نسيها و رجع و المكان اللي كانت فيه كان عبارة عن غابة نادرا لما تلاقي حد ساكن فيها ، لكنها لقت بيت لشاب "عابد" ، إختار المكان ده عشان يتعبد فيه بعيد عن الدوشة و الناس ، طلبت منه يساعدها فدعاها تبات لحد الصبح ، لكنها قضت الليلة كلها مرعوبة و هي شايفاه بيحرق صوابعه على لهب شمعة واحد بعد التاني ، بعد ما رجعت البنت لأبوها و حكتله حب يعرف ليه الشاب "العابد" ده كان بيعمل كده ، فراح و سأله ، جاوبه إن "الشيطان" كان طول الليل بيوسوسله بإنه يرتكب السوء مع بنته و كل ما كان بيوسوسله كان بيحرق صابع من صوابعه عشان الألم يشغله عن السماع للشيطان ، فقال إيه أبو البنت اتكيف قوي من الكلمتين دول و قرر يجوزه بنته ، و يا سلام ع التعليقات اللي بتتكتب ردا على القصة دي و الإنشكاح اللي بيبقى فيه القراء ، تاني .. كأن المبدأ هو إنه المفروض إنه يغتصبها ، و الإستثناء إنه ما اغتصبهاش ، أنا شخصيا لو من أبو البنت كنت إديته بالجزمة على نافوخ اللي خلفوه ، هو الطبيعي يعني إن أنا أجوز بنتي لواحد فكر إنه يغتصبها في ليلة واحدة 10 مرات ؟!!!..
يا سادة يا كرام فيه عالم بره بلادنا مليان ناس .. رجالة ما علمهومش المجتمع إن المفروض يبقى فيه لمبة خضرا بتنور و تقول .. إنطلق.. بمجرد ما بيشوفوا واحده جاية من على بعد كيلو متر كامل ناحيتهم لمجرد إنها واحدة ست ..و ستات ما علمهومش المجتمع إن المفروض يبقى فيه جواهم لمبة حمرا بتنور تقول .. خطر.. إبعدي عن المكان ده لحد ما نتأكد هل الرجل الموجود ده كلب كالعادة والا من القلة المحترمة وسط الرجال.
، خليني أستعير الجملة بتاعة "محمد أمين" في فيلم ثقافي اللي اتقالت على لسان الأخت الفاضلة "روبي" .. "صحيح ما اجتمع رجل و امرأة إلا و ثالثهما الشيطان .. لكن انتصار الشيطان عليهم مش مسألة حتمية" ...
يعني مش لازم بمجرد ما يلمحوا بعض يسيبوا حالهم و اللي وراهم و اللي قدامهم و يطرطقوا ودانهم و يركزوا كل تفكيرهم و هم بيدوروا حواليهم .. يا ترى إنت فين يا شيطان . .